|
|
|
|
مقال صحفى |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الفكر الإداري
|
جميل أن يعترف وزير التربية بلا منطقية حرمان موظف من الترقية طيلة مشواره المهني. ولا نسأل بن بوزيد هنا عن سبب تأخره في إعلان هذا الاعتراف، فمجتمعنا يعترف بدوره بأن ''كل عطلة فيها خير''، بينما يقول المثل الغربي ''أن يأتي شيء متأخرا أفضل من ألا يأتي أبدا''.
لكن المشكلة أن بن بوزيد لم يعد بالاستجابة لمطالب المساعدين التربويين، بما أن اعترافه جاء ردا على سؤال حول إضراب هذه الفئة من عمال قطاع التربية، بل اكتفى بوعد واحد، هو دراسة هذا الملف مع مديرية الوظيف العمومي. ولا ندري إن كان الظرف الذي أجاب فيه بن بوزيد عن القضية هو الذي لم يسمح له بالتطرق لتفاصيل ما يفكر فيه بخصوص الموضوع. أم أن ثقافته والسياسة الحكومية الحالية لا تسمح بالتفكير في غير دراسة ملف المساعدين التربويين وكل ملفات الموظفين داخل دائرة مغلقة، تشارك فيها الحكومة وإدارتها فقط، بعيدا عن إشراك المعنيين بالأمر في هذا النقاش.
وفي ملف آخر غير بعيد عن ملف المساعدين التربويين، أجاب بن بوزيد بأن نظام التعويضات سيدرس بعد عيد الفطر مع الشركاء الاجتماعيين. ويقصد بهذه العبارة التحضيرات الجارية لعقد قمة ثلاثية بين الحكومة والباترونا والمركزية النقابية. فماذا يفهم بن بوزيد من عبارة الشركاء الاجتماعيين؟ هل هي مصلحة إدارية لها صلاحيات وملفات تتدخل فيها ولا يمكن حشرها في ملفات أخرى؟ أم أنها عبارة تعني ما تعنيه في كل دول العالم التي توجد فيها نقابات وعمال وحوار ونقاش... وبالتالي يوجد الشريك الاجتماعي في كل المستويات، من أصغر شركة إلى أكبر قطاع اقتصادي، ولا شيء يتقرر دون نقاش مع المعنيين المباشرين بالملف.
الظاهر أن الفكر الإداري سيطر على عقول وزرائنا ولم يعودوا قادرين على تركيب جملة مفيدة خارج الجمل والمصطلحات التي يعطيها لهم وزيرهم الأول أو المسؤول الأعلى في الجهاز التنفيذي المتمثل في رئيس الجمهورية. وهو ما جعل بن بوزيد يقدم أجوبة منفصلة يصعب إيجاد بصمة الوزير فيها، مع أن الرجل قضى فترة طويلة على رأس قطاع التربية.
لكن في انتظار الأحسن، نتمنى أن يكون وعد بن بوزيد للمساعدين التربويين، وعد مسؤول وليس مجرد إجراء بروتوكولي يحضر له كلما كان في خرجة ميدانية، يعلم بأنه سيقابل صحفيين سيسألونه عن كل المواضيع التي تناولوها في جرائدهم. ولا ندري إن كان بن بوزيد يعرف وظيفة المساعد التربوي، هؤلاء المنسيين في سلم ترتيب الوظائف في قطاع التربية، رغم أهمية الدور الذي يلعبونه يوميا لجعل الدراسة تسير في أحسن الظروف.
|
|
|
|
|
|
|
|
|